انضمي الى صفحتنا على فيسبوك


وتابعينا على تويتر
بث تجريبي
ضرب الأطفال
ضرب الأطفال
   
5/1/2014

 ضرب الأطفال

نضرب أطفالنا لنعلمهم شيئاً فهل هذا صحيح أم ضربهم لمجرد ردة فعل عليهم وهل يحقق فعلاً ضرب الطفل الهدف المنشود وهو أن يتعلم شيئاً فالجميع يتذكر بأنه تعرض للضرب وهو صغير من قبل الوالدين أو الاخوة الاكبر منه سناً أو المدرسين ولكن القليل يتذكر لماذا ضرب وان دل هذا على شيء فانما يدل على ان الضرب لم يحقق الهدف المنشود منه

علماً بأن الكثير من الاطفال يضربون وهم لا يعلمون لماذا ضربوا واذا تجرأ الطفل وسأل عن السبب يتفاجأ بالجواب ( يعني مساوي حالك مش عارف شو مساوي ) وبياكل كمان ضربة ....

 و بالعكس فقد يحطم ضرب الطفل علاقة المودة و المحبة مع من يضربه و هم غالباً الوالدين أو الأخوة الأكبر سناً .

وتثبت الدراسات أن الطفل أو المراهق الذي يتعرض للضرب من قبل الأقارب غالباً ما يضرب أطفاله عندما يكبر و يتزوج .

هل يجوز ضرب الأطفال ؟
لا يجوز ضرب الطفل بشكلٍ عام , إلا في حالات يكون من الضروري فيها تنبيه الأطفال إلى فداحة العمل الذي قاموا به و بشرط أن يكون الضرب تأديبياً و غير مؤذي جسدياً .

ولكن:
اذا تعرض الطفل للضرب غير المبرح والتأنيب حتى سن السادسة من العمر يتحسن أداؤه في المدرسة ويصبح أكثر تفاؤلاً ونجاحاً 
والضرب هنا ان تضرب باصبعين على المناطق الممتلئة مثل الاوراك او الخلفية او الكتف وليس على الوجه .
تحذير !
لا تقومي بهز الطفل الرضيع بعنف , فذلك قد يسبب له نزفاً دماغياً و رجة في الدماغ قد تؤثر عليه مستقبلاً .

لا يجوز ضرب الأطفال للاسباب التالية:

عندما تضرب الأطفال فإنك تعلمهم أن يضربوا غيرهم .

ضرب الأطفال عندما يكونوا صغاراً يصنع منهم مراهقين و أشخاصاً عدوانيين و عنيفين في المستقبل .

إن عقاب الطفل الجسدي يشتت انتباهه عن التفكير في حل المشكلة أو الخطأ الذي وقع به .

إن عقاب الطفل الجسدي يحطم العلاقة العاطفية الجميلة التي تربطه باهله او مدرسيه .

ضرب الطفل المتكرر يفقده ثقته بنفسه و يهز نظرته لذاته .

ضرب الأطفال الرضع من الولادة و حتى عمر سنة و نصف :
من النادر أن نشاهد حالات ضرب للأطفال الرضع الصغار بعمر سنتين أو أقل , فغالباً ما يكو الأهل فرحين بالطفل الوديع , و غالباً ما يكون الطفل لطيفاً و مسالماً و من النادر أن يستفز الوالدين لدرجة أن يقوما بضربه .

ضرب الأطفال من عمر سنة و نصف و حتى عمر 3 سنوات :
يتعرض الكثير من الأطفال للضرب أو للتهديد بالضرب عندما يكونون ما بين عمر سنة و نصف إلى 3 سنوات , و لحسن الحظ أن الضرب لا يكون عنيفاً عادةً , و إنما يكون عبارة عن رمي الطفل بشيء ما أو لطمه على مؤخرته.


ضرب الأطفال من عمر 3 سنوات و 6 سنوات :
يميل الطفل للعب و الاكتشاف في هذا العمر و قد يعرضه ذلك في بعض المواقف لسخط الوالدين أو من يرعاه , و تذكر دوماً أن أسلوب الشرح هو أولاً و هو أنجح من الضرب .


ضرب الأطفال من عمر 6 سنوات و ما فوق :
كلما كبر الأطفال كبرت مشاكلهم , و بعد 6 سنوات يدخل الطفل المدرسة , و يخرج للتنزه مع رفاقه و هنا تحدث مخالفاته لقواعد الأهل عادةً , و يتقبل أكثر الأطفال العقاب اللطيف في هذا العمر عندما يعترفوا بالخطأ .

كيف يمكن تجنب ضرب الطفل إذا كنت لا تستطيع منع نفسك من ذلك ؟
أولاً يجب أن تلجئي لأسلوب الشرح للطفل حول تصرفه الخاطئ الذي استفزك , و لا تعتبري أن الطفل لا زال صغيراً , و كرري الشرح له في كل مرة ترى أنه مخطئ .

اتركي الطفل لدقائق في مكانٍ آمن , كأن تتركيه في سرير محمي ذو حواجز , و أذهبي لغرفةٍ أخرى و خلال وجودك في الغرفة الأخرى يمكنك أن تصرخي .., أن تبكي.. , أن تتناولي كأس ماء بارد .., أن تغسلي وجهك بالماء ثم عودي لمشاهدة الطفل

قومي بضرب شيء آخر بدلاً من ضرب الطفل , بشرط ألا يكون ذلك أمامه : كأن تضربي المخدة , أو الكرة , أو أن تمزقي بعض الأوراق.

قومي بكتابة ما تشعرين به على دفتر مذكرات خاص بك .

لا بد من معالجة الإدمان على الكحول أو المخدرات أو المرض النفسي في حال وجوده .

استلقي على الأرض و أغمضي عينيك.. حاول أن تسترخي و فكري في أمر آخر .

قومي بمسك الطفل الذي تشعرين أنك ستضربيه من كتفيه و أجعليه ينظر لك مباشرةً , و لا تضربيه ولكن قولي له رأيك بما حدث و استفزك ولكن لا ترجيه .

ما هو العقاب المسموح للأطفال والمراهقين إذا كان الضرب ممنوعاً عند الأطفال ؟
يجب أن تسبق محاولة تطبيق أي عقاب للطفل عمليات شرح متكرر عن الطريقة الصحيحة للتصرف , و يجب توفر شروط قبل اللجوء إلى ضرب الطفل :
يجب أن يكون عمر الطفل أكبر من سنتين .

يجب محاولة مسك الطفل من كتفيه بحزم و الطلب منه النظر إلى عينيك عند شرح الخطأ الذي ارتكبه .

يمكن في حالات خاصة بعد فشل المحاولات السابقة (كأن يجري الطفل في الشارع بتهور ) و لهدف تذكيره بخطورة تصرفه أن يضرب ضرباً خفيفاً على اليد مثلاً مع الشرح عن سبب العقاب

القواعد الاساسية لعقاب الطفل : 
يجب أن يتم العقاب عندما يكون الوالدين بحالة هدوء تام و يدركان ما يقولان و يفعلان .
يجب أن يكون العقاب ملائماً لما قام به الطفل .
يجب أن يترافق العقاب مع الشرح : لماذا أنت معاقب ..
يجب ألا يصبح العقاب أمراً منتظماً
و أفضل عقاب للطفل هو أن تشرحي له الخطأ الذي قام به , ثم قولي له انك ستعاقبيه و أن العقاب هو بقاؤه ساكناً لفترة في زاوية الغرفة , أو الجلوس على كرسي دون حراك , و عند الأطفال الكبار و المراهقين يكون العقاب بحرمان الطفل الكبير أو المراهق من أشياء يحبها بما يتناسب مع الفعل الذي قام به (حرمان من الفسحة , من مشاهدة التلفاز او الكمبيوتر ) ,

و في حال اللجوء للضرب بالشروط السابقة يجب أن يكون الضرب عبارة عن صفعة لطيفة على الكتف أو الفخذ مثلاً أو على اليد .


ماذا يجب أن تفعلي اذا حدث وضربت الطفل ؟

قومي بحضن الطفل و اعتذري منه .
قولي له أن ما حصل كان في لحظة غضب .
لا تعودي ثانية لضرب الأطفال .
تذكري عندما تضربين طفلك أنه سيقوم  بضرب أحفادك فيما بعد  .

أيها الآباء والأمهات : إن الضرب وسيلة تربوية هامة ولكنه ليس الوسيلة الوحيدة ولكنه ينضم لمجموعة من الوسائل الأخرى والتي لا تقل أهمية عن ضرب الولد، ولكي تؤدي وسيلة الضرب دورها لابد من اتباع مجموعة من الإجراءات الهامة منها :
1- تقديم النصح في البداية.
2- بيان الخطأ للولد لأنه ربما يظن أن فعله لا غبار عليه.
3- الضرب على قدر الخطأ فلا يتصور استعماله في التافه والحقير من الأمور وإلا تحول البيت إلى سجن يتمنى الولد أن تأتي ساعة الخلاص والفرار.
4- عدم استخدام أدوات ربما تسبب عاهة للولد كالعصا الغليظة أو ضربه بسلك الكهرباء أو ربطه باليدين والرجلين وتركه لعدة ساعات دون طعام وشراب ليكون عبرة له ولإخوته من بعده. 
5- إذا كان الخطأ للمرة الأولى يعطى الطفل فرصة ليتوب ويعتذر عما فعل ويتاح المجال لتوسط الشفعاء ليحولوا- ظاهرا- دون العقوبة مع أخذ العهد عليه. 
6- أن لا يؤدب وهو غضبان، لأن الغضب قد يخرج صاحبه عن السيطرة على نفسه، فمن ضرب أولاده لتأديبهم ملتزماً بالضوابط المذكورة، فلا إثم عليه.


صور مرفوضة في ضرب الولد:

• بعض الآباء والأمهات قد يسيء جدًا في استخدام هذه الوسيلة، كأن يضرب على الوجه أو الرأس أو الضرب بالعصا والحزام والأسلاك الكهربائية ،أو ربط يديه ورجليه ورميه في الحجرة لعدة ساعات أو أيام دونما طعام أو شراب, أو بحمل الولد وإلقائه على الأرض، أو الإمساك به وضربه في الجدار

• وهناك بعض الأمهات لا تشعر بالرحمة مع ولدها فتأخذ في الدعاء عليه بصورة تجعل جسدك يقشعر من هول ما تسمع فينبغي للوالدين الدعاء للأولاد بالهداية والصلاح والتوفيق، فهذا خير لهما من الدعاء عليهم بالموت، فربما استجيبت دعوتهما، فكانا أول المتأثرين بفقدهم، مع احتمال موتهم على معصية العقوق دون توبة، فهل يرضى الوالدان بهذا لابنائهم؟

والدعاء على الولد منهي عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تدعو على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسال فيها عطاء فيستجيب لكم-  رواه مسلم.

• وكل هذه الأساليب وغيرها يترتب عليها آثار سيئة خطيرة، فقد تترك أثارًا جسدية وكدمات، أو بعض الكسور التي قد تحدث نتيجة لارتطام الطفل بالجدار أو الأرض، ناهيك عن الأضرار النفسية التي تحدث نتيجة لهذا الضرب غير الموجه، وهذا ينافي الغرض الذي من أجله شرع الضرب في الإسلام، ويتحول بذلك إلى سلبيات وتبعات وأضرار حذر منها الإسلام ورفضها، فجدير بالآباء والأمهات أن يراعوا تلك الآداب الإسلامية عند تأديب أولادهم ولا يتجاوزوها، وليعلموا أن فيها الخير والفلاح لهم إن هم التزموا بها وطبقوها.

• ومن خطورة الإسراف في استخدام الضرب بصورة غير طبيعية: أنها تفقد قيمتها التربوية ويتكيف الولد معها ويقول هذه الكلمة المعروفُة (ساعة تفوت ولا حد يموت)، وجلسة هادئة مع الأبناء وإجراء حوارات حول المشاكل الخاصة بهم يربيهم على الاعتراف بالخطأ والسعي لعلاجه وأن تنتشر في الأسرة مساحة الحوار بين الجميع ، وهذا يقويها ويجعلها الملجأ والملاذ للأولاد وتصير جاذبة للولد وليس طاردة له.

ولذلك على كل أب أو أم قبل اتخاذ القرار بالضرب يفكران:

أين الخلل أو لماذا هذا السلوك الغير طيب الصادر من ولده؟

هل أساء الأب و لأم التربية؟

هل قرناء السوء هم السبب؟

هل البيئة المحيطة هي السبب ؟

هل هذه أخطاء تقع عادة من الطفل في هذا السن الصغير وبالتالي لا خوف علية منها في المستقبل؟

 وسائل أخرى غير الضرب يمكن تطبيقها مع الولد قد يكون لها فعل السحر لإصلاح حال الابن ومن ذلك:


 الثواب: وهو كذلك من وسائل التربية ولكن ينبغي أن يكون بقدر أيضا وأن لا يسرف في استخدامه كأن يعتاد الأب على مكافأة ولده كلما أحسن أو أجاد في أمر ما لأن ذلك الطفل سيصبح ماديا لا يفعل الأشياء الحسنة إلا بشرط المكافأة فينبغي أن يعود على فعل الخير لذاته ويشجع على ذلك أحيانا.

 حسن معاملته في البيت ووسط إخوته.

القرب منه والتعرف على شخصيته بصورة كبيرة قد تظهر للأب جوانب خفية من شخصية الابن.

توفير متطلباته مثل باقي زملائه.

 

أيها الأب, أيتها  الأم:

ابنك ليس دابة لا يصلح لها إلا الإهانة والضرب بل له مشاعر وأحاسيس فحافظا على كيانه، ولا تتعمدا كسره أو إذلاله وأحسنا وتعلما فن التربية و عليكما بالدعاء لأبنائكما و بناتكما بالخير و الصلاح و حسن الأمور .

وفي النهاية :هل الضرب هو الحل؟ وهل تلاحظون بأن الضرب يجدي نفعاً ؟

الدكتور أكرم سعادة



كلمات مفتاحية:
التعليقات
فيديو
منتدى الأمهات - شاركي بالحوار

ابحثي في الموقع 

أحدث الموضوعات